کد مطلب:90543 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:138
أَلاَ وَ إنَّ مِصْرَ أَصْبَحَتْ قَدِ افْتَتَحَهَا الْفَجَرَةُ أُولُو الْجَوْرِ وَ الظُّلْمِ، الَّذینَ صَدُّوا عَنْ سَبیلِ اللَّهِ، وَ بَغَوُا الإسْلاَمَ عِوَجاً، وَ قَدْ سَارَ إِلَیْهِمُ ابْنُ النَّابِغَةِ، عَدُوُّ اللَّهِ وَ عَدُوُّ مَنْ وَالَی اللَّهَ، وَ وَلِیُّ مَنْ عَادَی اللَّهَ. أَلاَ وَ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبی بَكْرٍ قَدِ اسْتُشْهِدَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فَعِنْدَ اللَّهِ نَحْتَسِبُهُ. أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ، مَا عَلِمْتُ، یَنْتَظِرُ الْقَضَاءَ، وَ یَعْمَلُ لِلْجَزَاءِ، وَ یُبْغِضُ شَكْلَ الْفَاجِرِ، وَ یُحِبُّ سَمْتَ الْمُؤْمِنِ[6]. وَ لَقَدْ كَانَ إِلَیَّ حَبیباً، وَ كَانَ لی رَبیباً، وَ كَانَ بی بَرّاً، وَ كُنْتُ أَعُدُّهُ وَلَداً. فَرَحِمَ اللَّهُ مُحَمَّداً، فَقَدْ أَجْهَدَ نَفْسَهُ، وَ قَضی مَا عَلَیْهِ. أَمَا وَ اللَّهِ، لَ[7] قَدْ كُنْتُ[8] أَرَدْتُ تَوْلِیَةَ مِصْرَ الْمِرْقَالَ[9] هَاشِمَ بْنَ عُتْبَةَ، وَ لَوْ وَلَّیْتُهُ إِیَّاهَا لَمَا [صفحه 474] خَلَّی لَهُمُ[10] الْعَرْصَةَ، وَ لاَ أَنْهَزَهُمُ[11] الْفُرْصَةَ، وَ لَمَا قُتِلَ إِلاَّ وَ سَیْفُهُ بِیَدِهِ[12]، بِلاَ ذَمٍّ لِمُحَمَّدِ بْن أَبی بَكْرٍ. وَ إِنّی، وَ اللَّهِ، مَا أَلُومُ نَفْسی عَلی تَقْصیرٍ وَ لاَ عَجْزٍ. وَ إِنّی لِمُقَاسَاةِ الْحَرْبِ لَجِدُّ عَالِمٍ بَصیرٍ. وَ إِنّی لأُقْدِمُ عَلَی الْحَرْبِ[13]، فَأَعْرِفُ وَجْهَ الْحَزْمِ، وَ أَقُومُ فیهِ بِالرَّأْی الْمُصیبِ، فَ[14] أَقُومُ فیكُمْ مُسْتَصْرِخاً، وَ أُنَادیكُمْ مُتَغَوِّثاً[15]، فَلاَ تَسْمَعُونَ لی قَوْلاً، وَ لاَ تُطیعُونَ لی أَمْراً، حَتَّی تَكَشَّفَ[16] الأُمُورُ عَنْ[17] عَوَاقِبِ الْمَسَاءَةِ. فأَنْتُمُ الْقَوْمُ[18] مَا یُدْرَكُ بِكُمْ ثَارٌ، وَ لاَ یُنْقَضُ بِكُمُ الأَوْتَارُ[19]، وَ لاَ یُبْلَغُ بِكُمْ مَرَامٌ، وَ لاَ یُشْفی بِكُمُ الْغَلیلُ[20]. دَعَوْتُكُمْ إِلی نَصْرِ[21] إِخْوَانِكُمْ مُنْذُ بِضْعٍ وَ خَمْسینَ یَوْماً[22] فَجَرْجَرْتُمْ عَلَیَّ[23] جَرْجَرَةَ الْجَمَلِ [صفحه 475] الأَسَرِّ، وَ تَثَاقَلْتُمْ إِلَی الأَرْضِ[24] تَثَاقُلَ النَّضْوِ الأَدْبَرِ، [ وَ ] مَنْ لاَ نِیَّةَ لَهُ فی جِهَادِ عَدُوٍّ، وَ لاَ رَأْیَ لَهُ فِی اكْتِسَابِ أَجْرٍ[25]، ثُمَّ خَرَجَ إِلَیَّ مِنْكُمْ جُنَیْدٌ مُتَذَائِبٌ[26] ضَعیفٌ كَأَنَّمَا یُسَاقُونَ إِلَی الْمَوْتِ وَ هُمْ یَنْظُرُونَ[27]. أُفٍّ لَكُمْ[28]، إِنْ أُمْهِلْتُمْ[29] خُضْتُمْ، وَ إِنْ حُورِبْتُمْ خُرْتُمْ، وَ إِنِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلی إِمَامٍ طَعَنْتُمْ[30]، وَ إِنْ أُجِئْتُمْ إِلی مُشَاقَّةٍ[31] نَكَصْتُمْ. لاَ أَباً لِغَیْرِكُمْ[32]. مَا تَنْتَظِرُونَ بِنَصْرِكُمْ رَبَّكُمْ، وَ الْجِهَادِ عَلی حَقِّكُمْ؟. اَلْمَوْتَ أَوِ الذُّلَّ لَكُمْ فی هذِه الدُّنْیَا عَلی غَیْرِ الْحَقِّ[33]. فَوَ اللَّهِ لَئِنْ جَاءَ یَوْمی[34]، وَ لَیَأْتِیَنّی، لَیُفَرَّقَنَّ بَیْنی وَ بَیْنَكُمْ وَ أَنَا لِصُحْبَتِكُمْ قَالٍ[35]، وَ بِكُمْ غَیْرُ كَثیرٍ[36]. للَّهِ أَنْتُمْ أَمَا دینٌ یَجْمَعُكُمْ، وَ لاَ مَحْمِیَّةٌ[37] تَشْحَذُكُمْ؟[38]. [صفحه 476] أَلاَ تَسْمَعُونَ بِعَدُوِّكُمْ یَنْتَقِصُ بِلاَدَكُمْ، وَ یَشُنُّ الْغَارَةَ عَلَیْكُمْ؟[39]. أَ وَ لَیْسَ عَجیباً[40] أَنَّ مُعَاوِیَةَ یَدْعُو الْجُفَاةَ الطُّغَامَ[41]، فیَتَّبِعُونَهُ عَلی غَیْرِ مَعُونَةٍ وَ لاَ عَطَاءٍ، وَ یُجیبُونَهُ فِی السَّنَةِ الْمَرَّةَ وَ الْمَرَّتَیْنِ وَ الثَّلاَثَ إِلی أَیِّ وَجْهٍ شَاءَ. ثُمَّ[42] أَنَا أَدْعُوكُمْ، وَ أَنْتُمْ تَریكَةُ الإِسْلاَمِ، [ وَ ] أُولُوا النُّهی،[43] وَ بَقِیَّةُ النَّاسِ، إِلَی[44] الْمَعُونَةِ أَوْ طَائِفَةٍ مِنَ الْعَطَاءِ، فَتَتَفَرَّقُونَ عَنّی، وَ تَخْتَلِفُونَ عَلَیَّ[45]، وَ تَعْصُونَنی؟[46]. إِنَّهُ لاَ یَخْرُجُ إِلَیْكُمْ مِنْ أَمْری رِضیً فَتَرْضَوْنَهُ، وَ لاَ سُخْطٌ فَتَجْتَمِعُونَ مَعِیَ عَلَیْهِ، وَ إِنَّ أَحَبَّ مَا أَنَا لاَقٍ إِلَیَّ الْمَوْتُ. وَ قَدْ دَارَسْتُكُمْ الْكِتَابَ، وَ فَاتَحْتُكُمُ الْحِجَاجَ، وَ عَرَّفْتُكُمْ مَا أَنْكَرْتُمْ، وَ سَوَّغْتُكُمْ مَا مَجَجْتُمْ، لَوْ كَانَ الأَعْمی یَلْحَظُ، أَوِ النَّائِمُ یَسْتَیْقِظُ. ثم نزل علیه السلام فدخل رحله
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیِمِ أَحْمَدُ اللَّهَ[1] عَلی مَا قَضی مِنْ أَمْرٍ[2]، وَ قَدَّرَ مِنْ فِعْلٍ[3]، وَ عَلَی ابْتَلاَئی بِكُمْ أَیَّتُهَا الْفِرْقَةُ الَّتی إِذَا أَمرْتُ لَمْ تُطِعْ[4]، وَ إِذَا دَعَوْتُ لَمْ تُجِبْ[5].
صفحه 474، 475، 476.
و نهج السعادة ج 2 ص 474 باختلاف یسیر. و منهاج البراعة ج 5 ص 120. و نهج السعادة ج 2 ص 475. و نسخة عبده ص 385. و نسخة الصالح ص 259. و نسخة العطاردی ص 214 عن نسخة موجودة فی مكتبة ممتاز العلماء فی لكنهور الهند. و عن شرح فیض الإسلام.