کد مطلب:90543 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:138

خطبة له علیه السلام (56)-بعد استشهاد محمّد بن أبی بکر















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیِمِ أَحْمَدُ اللَّهَ[1] عَلی مَا قَضی مِنْ أَمْرٍ[2]، وَ قَدَّرَ مِنْ فِعْلٍ[3]، وَ عَلَی ابْتَلاَئی بِكُمْ أَیَّتُهَا الْفِرْقَةُ الَّتی إِذَا أَمرْتُ لَمْ تُطِعْ[4]، وَ إِذَا دَعَوْتُ لَمْ تُجِبْ[5].

أَلاَ وَ إنَّ مِصْرَ أَصْبَحَتْ قَدِ افْتَتَحَهَا الْفَجَرَةُ أُولُو الْجَوْرِ وَ الظُّلْمِ، الَّذینَ صَدُّوا عَنْ سَبیلِ اللَّهِ،

وَ بَغَوُا الإسْلاَمَ عِوَجاً، وَ قَدْ سَارَ إِلَیْهِمُ ابْنُ النَّابِغَةِ، عَدُوُّ اللَّهِ وَ عَدُوُّ مَنْ وَالَی اللَّهَ، وَ وَلِیُّ مَنْ عَادَی اللَّهَ.

أَلاَ وَ إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ أَبی بَكْرٍ قَدِ اسْتُشْهِدَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، فَعِنْدَ اللَّهِ نَحْتَسِبُهُ.

أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ كَانَ، مَا عَلِمْتُ، یَنْتَظِرُ الْقَضَاءَ، وَ یَعْمَلُ لِلْجَزَاءِ، وَ یُبْغِضُ شَكْلَ الْفَاجِرِ، وَ یُحِبُّ سَمْتَ الْمُؤْمِنِ[6].

وَ لَقَدْ كَانَ إِلَیَّ حَبیباً، وَ كَانَ لی رَبیباً، وَ كَانَ بی بَرّاً، وَ كُنْتُ أَعُدُّهُ وَلَداً.

فَرَحِمَ اللَّهُ مُحَمَّداً، فَقَدْ أَجْهَدَ نَفْسَهُ، وَ قَضی مَا عَلَیْهِ.

أَمَا وَ اللَّهِ، لَ[7] قَدْ كُنْتُ[8] أَرَدْتُ تَوْلِیَةَ مِصْرَ الْمِرْقَالَ[9] هَاشِمَ بْنَ عُتْبَةَ، وَ لَوْ وَلَّیْتُهُ إِیَّاهَا لَمَا

[صفحه 474]

خَلَّی لَهُمُ[10] الْعَرْصَةَ، وَ لاَ أَنْهَزَهُمُ[11] الْفُرْصَةَ، وَ لَمَا قُتِلَ إِلاَّ وَ سَیْفُهُ بِیَدِهِ[12]، بِلاَ ذَمٍّ لِمُحَمَّدِ بْن أَبی بَكْرٍ.

وَ إِنّی، وَ اللَّهِ، مَا أَلُومُ نَفْسی عَلی تَقْصیرٍ وَ لاَ عَجْزٍ.

وَ إِنّی لِمُقَاسَاةِ الْحَرْبِ لَجِدُّ عَالِمٍ بَصیرٍ.

وَ إِنّی لأُقْدِمُ عَلَی الْحَرْبِ[13]، فَأَعْرِفُ وَجْهَ الْحَزْمِ، وَ أَقُومُ فیهِ بِالرَّأْی الْمُصیبِ، فَ[14] أَقُومُ فیكُمْ مُسْتَصْرِخاً، وَ أُنَادیكُمْ مُتَغَوِّثاً[15]، فَلاَ تَسْمَعُونَ لی قَوْلاً، وَ لاَ تُطیعُونَ لی أَمْراً، حَتَّی تَكَشَّفَ[16] الأُمُورُ عَنْ[17] عَوَاقِبِ الْمَسَاءَةِ.

فأَنْتُمُ الْقَوْمُ[18] مَا یُدْرَكُ بِكُمْ ثَارٌ، وَ لاَ یُنْقَضُ بِكُمُ الأَوْتَارُ[19]، وَ لاَ یُبْلَغُ بِكُمْ مَرَامٌ، وَ لاَ یُشْفی بِكُمُ الْغَلیلُ[20].

دَعَوْتُكُمْ إِلی نَصْرِ[21] إِخْوَانِكُمْ مُنْذُ بِضْعٍ وَ خَمْسینَ یَوْماً[22] فَجَرْجَرْتُمْ عَلَیَّ[23] جَرْجَرَةَ الْجَمَلِ

[صفحه 475]

الأَسَرِّ، وَ تَثَاقَلْتُمْ إِلَی الأَرْضِ[24] تَثَاقُلَ النَّضْوِ الأَدْبَرِ، [ وَ ] مَنْ لاَ نِیَّةَ لَهُ فی جِهَادِ عَدُوٍّ، وَ لاَ رَأْیَ لَهُ فِی اكْتِسَابِ أَجْرٍ[25]، ثُمَّ خَرَجَ إِلَیَّ مِنْكُمْ جُنَیْدٌ مُتَذَائِبٌ[26] ضَعیفٌ كَأَنَّمَا یُسَاقُونَ إِلَی الْمَوْتِ وَ هُمْ یَنْظُرُونَ[27].

أُفٍّ لَكُمْ[28]، إِنْ أُمْهِلْتُمْ[29] خُضْتُمْ، وَ إِنْ حُورِبْتُمْ خُرْتُمْ، وَ إِنِ اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلی إِمَامٍ طَعَنْتُمْ[30]، وَ إِنْ أُجِئْتُمْ إِلی مُشَاقَّةٍ[31] نَكَصْتُمْ.

لاَ أَباً لِغَیْرِكُمْ[32]. مَا تَنْتَظِرُونَ بِنَصْرِكُمْ رَبَّكُمْ، وَ الْجِهَادِ عَلی حَقِّكُمْ؟.

اَلْمَوْتَ أَوِ الذُّلَّ لَكُمْ فی هذِه الدُّنْیَا عَلی غَیْرِ الْحَقِّ[33].

فَوَ اللَّهِ لَئِنْ جَاءَ یَوْمی[34]، وَ لَیَأْتِیَنّی، لَیُفَرَّقَنَّ بَیْنی وَ بَیْنَكُمْ وَ أَنَا لِصُحْبَتِكُمْ قَالٍ[35]، وَ بِكُمْ غَیْرُ كَثیرٍ[36].

للَّهِ أَنْتُمْ أَمَا دینٌ یَجْمَعُكُمْ، وَ لاَ مَحْمِیَّةٌ[37] تَشْحَذُكُمْ؟[38].

[صفحه 476]

أَلاَ تَسْمَعُونَ بِعَدُوِّكُمْ یَنْتَقِصُ بِلاَدَكُمْ، وَ یَشُنُّ الْغَارَةَ عَلَیْكُمْ؟[39].

أَ وَ لَیْسَ عَجیباً[40] أَنَّ مُعَاوِیَةَ یَدْعُو الْجُفَاةَ الطُّغَامَ[41]، فیَتَّبِعُونَهُ عَلی غَیْرِ مَعُونَةٍ وَ لاَ عَطَاءٍ،

وَ یُجیبُونَهُ فِی السَّنَةِ الْمَرَّةَ وَ الْمَرَّتَیْنِ وَ الثَّلاَثَ إِلی أَیِّ وَجْهٍ شَاءَ. ثُمَّ[42] أَنَا أَدْعُوكُمْ، وَ أَنْتُمْ تَریكَةُ الإِسْلاَمِ، [ وَ ] أُولُوا النُّهی،[43] وَ بَقِیَّةُ النَّاسِ، إِلَی[44] الْمَعُونَةِ أَوْ طَائِفَةٍ مِنَ الْعَطَاءِ، فَتَتَفَرَّقُونَ عَنّی،

وَ تَخْتَلِفُونَ عَلَیَّ[45]، وَ تَعْصُونَنی؟[46].

إِنَّهُ لاَ یَخْرُجُ إِلَیْكُمْ مِنْ أَمْری رِضیً فَتَرْضَوْنَهُ، وَ لاَ سُخْطٌ فَتَجْتَمِعُونَ مَعِیَ عَلَیْهِ، وَ إِنَّ أَحَبَّ مَا أَنَا لاَقٍ إِلَیَّ الْمَوْتُ.

وَ قَدْ دَارَسْتُكُمْ الْكِتَابَ، وَ فَاتَحْتُكُمُ الْحِجَاجَ، وَ عَرَّفْتُكُمْ مَا أَنْكَرْتُمْ، وَ سَوَّغْتُكُمْ مَا مَجَجْتُمْ، لَوْ كَانَ الأَعْمی یَلْحَظُ، أَوِ النَّائِمُ یَسْتَیْقِظُ.

ثم نزل علیه السلام فدخل رحله


صفحه 474، 475، 476.








    1. الحمد للّه. ورد فی هامش نسخة الأسترابادی ص 255.
    2. أمری. ورد فی
    3. فعلی. ورد فی
    4. منیت بمن لا یطیع إذا أمرت. ورد فی نسخ النهج بروایة ثانیة.
    5. لا یجیب إذا دعوت. ورد فی نسخ النهج بروایة ثانیة.
    6. ورد فی أنساب الأشراف ج 2 ص 404. و تاریخ الطبری ج 4 ص 82. و الغارات ص 194. و نثر الدرّ ج 1 ص 314. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 600. و منهاج البراعة ج 5 ص 119. و نهج السعادة ج 2 ص 473. باختلاف بین المصادر.
    7. ورد فی أنساب الأشراف ج 2 ص 404. و تاریخ الطبری ج 4 ص 83. و الغارات ص 198. و مروج الذهب ج 2 ص 420. و شرح ابن میثم ج 2 ص 187. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 600 و 601. و منهاج البراعة ج 5 ص 120. باختلاف بین المصادر.
    8. ورد فی شرح ابن میثم ج 2 ص 187. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 601. و منهاج البراعة ج 5 ص 120.
    9. ورد فی المصدرین السابقین. و التاریخ للطبری ج 4 ص 83.
    10. لعمرو بن العاص و أعوانه. ورد فی الغارات ص 198. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 601. و منهاج البراعة ج 5 ص 120. باختلاف یسیر.
    11. أنهزلهم. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 62.
    12. ورد فی الغارات للثقفی ص 198. و البحار للمجلسی ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 601. و منهاج البراعة ج 5 ص 120.
    13. الأمر. ورد فی الغارات للثقفی ص 195. و نثر الدرّ للآبی ج 1 ص 314.
    14. ورد فی الغارات ص 195. و نثر الدرّ ج 1 ص 314. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 600. و منهاج البراعة ج 5 ص 119. و نهج السعادة ج 2 ص 474.
    15. مستغیثاً. ورد فی الغارات ص 195. و نثر الدرّ ج 1 ص 314. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 600. و نهج السعادة ج 2 ص 474.
    16. تكشف. ورد فی متن منهاج البراعة للخوئی ج 4 ص 174.
    17. تصیر بی الأمور إلی. ورد فی الغارات ص 195. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 600. و منهاج البراعة ج 5 ص 119.

      و نهج السعادة ج 2 ص 474 باختلاف یسیر.

    18. ورد فی المصادر السابقة.
    19. ورد فی المصادر السابقة.
    20. ورد فی المصادر السابقة.
    21. غیاث. ورد فی المصادر السابقة. و أنساب الأشراف ج 2 ص 404. و نثر الدرّ للآبی ج 1 ص 314.
    22. ورد فی الغارات ص 195. و أنساب الأشراف ج 2 ص 404. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 600. و منهاج البراعة ج 5 ص 119. و نهج السعادة ج 2 ص 474 باختلاف یسیر.
    23. ورد فی المصادر السابقة.
    24. ورد فی الغارات ص 195. و أنساب الأشراف ج 2 ص 404. و نثر الدرّ ج 1 ص 314. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 600.
    25. ورد فی المصادر السابقة. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 475.
    26. متذانب. ورد فی المصادر السابقة.
    27. الأنفال، 6.
    28. ورد فی الغارات ص 195. و أنساب الأشراف ج 2 ص 404. و نثر الدرّ ج 1 ص 314. و البحار ( مجلد قدیم ) ج 8 ص 600.

      و منهاج البراعة ج 5 ص 120. و نهج السعادة ج 2 ص 475.

    29. أهملتم. ورد فی نسخة العطاردی ص 214.
    30. ظعنتم. ورد فی نسخة الآملی ص 156. و ورد طغیتم فی هامش نسخة ابن المؤدب ص 159. و هامش نسخة الآملی ص 156. و نسخة العطاردی ص 214. عن هامش نسخة موجودة فی مكتبة ممتاز العلماء فی لكنهور الهند.
    31. مسافة. ورد فی هامش نسخة نصیری ص 104.
    32. لا أبا لكم. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 47. و نسخة الأسترابادی ص 48.
    33. ورد فی الغارات للثقفی ص 192. و التاریخ للطبری ج 4 ص 81. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 471. باختلاف یسیر.
    34. جاءنی الموت. ورد فی المصادر السابقة.
    35. لتجدنّی لصحبتكم قالیا. ورد فی نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 471.
    36. ضنین. ورد فی التاریخ للطبری ج 4 ص 81.
    37. حمیّة. ورد فی نسخة العام 400 ص 47. و متن شرح ابن أبی الحدید ج 10 ص 67. و نسخة الأسترابادی ص 48.

      و نسخة عبده ص 385. و نسخة الصالح ص 259. و نسخة العطاردی ص 214 عن نسخة موجودة فی مكتبة ممتاز العلماء فی لكنهور الهند. و عن شرح فیض الإسلام.

    38. تحمشكم. ورد فی نسخة العام 400 الموجودة فی المكتبة الظاهریة ص 47. و نسخة الأسترابادی ص 48.
    39. ورد فی الغارات للثقفی ص 192. و التاریخ للطبری ج 4 ص 81. و نهج السعادة للمحمودی ج 2 ص 471.
    40. عجبا. ورد فی نسخة ابن المؤدب ص 159. و نسخة نصیری ص 104. و هامش نسخة الآملی ص 157. و نسخة الأسترابادی ص 256. و متن منهاج البراعة ج 10 ص 273. و نسخة عبده ص 385.
    41. الطّغاة. ورد فی و ورد فی الظّلمة فی الغارات ص 192. و نهج السعادة ج 2 ص 471.
    42. ورد فی المصدرین السابقین. و التاریخ للطبری ج 4 ص 81. و البدایة و النهایة لابن كثیر ج 7 ص 328. باختلاف یسیر.
    43. ورد فی المصادر السابقة.
    44. علی. ورد فی التاریخ للطبری ج 4 ص 81. و البدایة و النهایة لابن كثیر ج 7 ص 328.
    45. و تخالفون علیَّ. ورد فی الغارات ص 192. و الفتوح ج 4 ص 237. و تاریخ الطبری ج 4 ص 81. و نهج السعادة ج 2 ص 471. باختلاف یسیر.
    46. ورد فی المصادر السابقة. و البدایة و النهایة لابن كثیر ج 7 ص 328.